و اما الشره فهو استقلال الكفاية و استكثار
المال بغير[1] حاجة و
ذلك مذموم لنزوعه إلى اللؤم[2].
و اما كونه يسيء الظن باللّه تعالى، فإن البخيل يعتقد ان المال
يذهبه الانفاق، و ليس له خلف من اللّه تعالى و لا عوض[3]
يرجع إليه، فيحصل عدم الثقة باللّه تعالى و ذلك غاية المذمة و القبح.
و اما منع الحقوق، فإن نفس البخيل لا تسمح بفراق المال إذ هو محبوبها
و نهاية مطلوبها، فلا تنقاد إلى إيصال الحق و لا تذعن بأنصاف الخلق.
و إذا كان البخيل بهذه الاوصاف فليس عنده خير موجود و لا صلاح مأمول.
و قد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم[4]:
السخي قريب من اللّه قريب[5] من الجنة
قريب من الناس[6] بعيد من
النار، و البخيل بعيد[7] من اللّه
بعيد من الجنة[8] بعيد من
الناس قريب من النار. و قال عليه السلام[9]:
طعام الجواد دواء و طعام البخيل داء.
و قال[10] علي بن
ابي طالب كرّم اللّه وجهه[11]: بشّر
مال البخيل بحادث او وارث. و انشدني بعض اهل العلم[12]: