اعلم ان وصف العفو خليق بالملك لما فيه من المزية و كمال مصلحة
الرعية، لأن الملك متى عاقب على الزلة و قابل على الهفوة، و اخذ بالجرم الصغير و
لم يتجاوز[4] (عن
الكبير)[5] قبحت
سيرته (و فسدت سريرته)[6].
و قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه[7]
افضل القصد[8] عند
الجدة، و افضل العفو عند القدرة، و ما اقبح مجازاة القادر على سوء صنيع المقدور
عليه.
[7] - القول في بهجة المجالس 1/ 370. و في الحكمة
الخالدة لمسكويه ص 75 ورد بصيغة وصية لبعض حكماء الفرس تقول:« افضل البر ثلاث:
الصدق في الغضب و الجود في العسرة و العفو في القدرة.
و في التمثيل و المحاضرة ص 412
ورد بلفظ:« افضل العفو عند القدرة».