و اعلم انه لا ينبغي[3] للملك ان
يستعمل الرفق و اللين في جميع المواطن، بل يجعل الرعية ثلاث طبقات و يسوسهم بثلاث
سياسات: طبقة هم الخواص من لابرار فيسوسهم (بالرفق و العطف و اللين)[4]، و طبقة هم العامة فيسوسهم باللين
تارة و الشدة تارة أخرى، و طبقة هم (خواص الاشرار فيسوسهم بالعنف و الشدة)[5].
قال مسلم بن قتيبة[6]: ملاك
السلطان الشدة على المريب[7] و اللين
على المحسن. و سأل ملك من ملوك الفرس بزرجمهر فقال: ما أحمد[8]
سير الملوك؟
قال: أن يعاملوا أحرار الناس بمحض المودة، و يعاملوا العامة[9] بالرغبة و الرهبة، و يعاملوا
السفلة بالمخافة صراحا[10].
[5] -بين الطبقتين و خليط عادات الاثنين، فيسوسهم
بالترغيب مرة و بالترهيب مرة: ط. ق. ساقطة: م.
[6] - مسلم بن قتيبة بن مسلم الباهلي( توفي 149 ه): عمل
لدى ابي جعفر المنصور فكان اميرا للجند و واليا على الري، كما عمل واليا على
البصرة ليزيد بن عمر. و يذكر عنه انه كان عظيم القدر شجاعا شهما. قارن عنه: تاريخ
اليعقوبي 2/ 345، 384. الكامل في التاريخ 5/ 28.