على أن تعجل فتخجل، و تقدم فتندم على أمر
قبل التفكّر[1]. فسكن غضبه
و ترضّاها. ثم قالت له: أيها الملك إن الرئيس لا يجب أن يكون تأديبه بمقتضى الغضب،
بل بمقتضى العقل. و أن يتثبّت ريثما تنجلي عنه تلك الغمرة فيكون عمله حينئذ بموجب
الإنصاف و العدل.
فقال لها الملك: أيتها القرينة الصالحة و المشيرة الناصحة. زيديني من
فوائدك النافعة. التي هي لمحاسن الآداب جامعة. فلقد أخذت بمجامع قلبي. و ملكت عليّ
ذهني و لبّي. قالت: نعم أيها الملك- زادك اللّه للخير قبولا. و لا زال سبب التوفيق
بسببك موصولا:
[شروط المحبة]
إنه يجب على الملك الحازم أن يودع قلوب الرعية المحبة من غير جرأة و
لا استطراق مراح[2]. و شدّة
الرهبة من غير ضغينة، بل[3] بصفاء
للقسوة مزاح[4]. فقال لها
الملك: أنّى ذلك! و هل إليه من سبيل لا يشقّ على السالك؟
[الملك و الحاجب]
قالت نعم بإيداع القلوب و دائع الإحسان. و اتخاذها للبرّ خزائن
[1] (*) الكلمات هذه وضعها الناسخ في الحاشية و سقط حرف
الراء من كلمة: