يحكى أن الشيخ أبا الفضل بن الجوهري[1]
الواعظ بمصر- رحمه اللّه- و كان من أعيان أهل الصلاح. و ممّن إذا ارتجت في وجه
الدعاء أبواب الإجابة. كان دعاه هو المفتاح. كانت عنده هرة مؤدبة.
لم تتعود قطّ العبث بشيء من الطعام. و لا تقربه[2]
و لا عرف مذ عرفت بخطف و لا اصطلام.
فلما كان في بعض الأيام قدّمت إلى الشيخ دجاجة في جملة ما كان وقع به
الاهتمام. فبينما هو في أثناء الأكل مع الجماعة إذ و ثبت القطة فاختطفت الدجاجة من
بين يديه. و مرّت كالسهم لا تلوي على صارخ و لا تعرّج عليه. فأمر الشيخ بعض أصحابه
بالكشف عن حالها. و البحث عن السبب الذي قضى لها بمخالفة عادتها. فكشف عنها
فألفاها قد ولدت. و صارت كاسبة لغيرها، فأوردتها الضّرورة حيث وردت. فلمّا علم
الشيخ بذلك قال: لا إله إلا اللّه ذي الجلال و الإكرام. كثرت عائلتها المسكينة
فأكلت الحرام. و هذه إشارة صوفية[3]. فيها
تدبّر لذوي العقول الوفية.
[نصائح للملك]
ثم قالت تلك الحظيّة للملك فلا يحملك الغضب- أيها الملك-
[1] أبو الفضل بن الجوهري( عبد اللّه بن الحسين بن
بشرى) أبو النهد الواعظ، مات سنة 438 ه. انظر: المقفى للمقريزي، ج 4، ص 393. ثم
قارن ج 1، ص 516.