هو نمط من الكتب التي كانت شائعة في العصور الوسطى في الشرق و الغرب،
و هي كتب تحتجن المثل المحكم و الحكاية الواعظة و العبارة المنسّقة مع استشهادات و
مقتبسات من القرآن و الحديث و الشعر المنتقى و ما شابه. و كان الهدف من هذا اللون
الأدبي: تأديب الأمراء و نصح الملوك و الحكام، و أشهر و أقدم من أجاد هذا الفن ابن
المقفع في كتابيه السائرين: الأدب الصغير و الأدب الكبير (و هو مترجم الكتاب الخالد: كليلة و دمنة)[1].
كما يعدّ أساس السياسة
للقفطي من هذا اللون؛ غير أن لهذه المخطوطة خصوصيتها و مميّزاتها التي سنعرض لها
بعد قليل. و قد نسبت المخطوطة في قائمة مخطوطات" مكتبة بطرسبرغ" التي
أعدّها أنس خالدوف، إلى علي بن ظافر الأزدي، كما أسلفت.
فمن هو الأزدي؟
هو أبو الحسن، جمال الدين علي بن ظافر بن حسين (567- 613 ه/ 1171-
1216 م)[2]: أديب، و
مؤرّخ، و هو مصري وزّر للملك الأشرف (موسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب). قال