- الجيش أعوان يكفلهم المال. المال رزق
تجمعه الرعيّة.
- الرعيّة عبيد يسترقّهم العدل. العدل مألوف به قوام العالم.
ثم شرح الحكيم هذه الألفاظ فقال بإزاء هذا المقصد العالم هم: الأمم
المجتمعة في الأمصار المشتملة عليهم أكناف الأقطار.
و الملّة هي الشريعة التي بها يدينون، و إلى أوامرها و أحكامها في
أحوالهم و تصرفاتهم يرجعون. فمثّل العالم بالبستان المشتمل على أصناف الأشجار التي
هي صنوان[1] و غير
صنوان كما اشتمل اسم العالم على الناس المختلفي الأنواع و الأجناس. و شبّه الشريعة[2] بالسياج على البستان، و هو الحائط
الذي حوّله وقاية و صوان، لأنها تحوطهم بلوازم أحكامها عن مهاوي الزلل. و تصون
تصرفاتهم بجوازم أوامرها عن مواقع الخلل. و تكفّ يد الظالم عن اعتدائها.
و تعزّ نفس المظلوم بعد اشتمالها بالذل و ارتدائها. و بأنوار هدايتها
تستنير مشارق العقول. و بالأخذ بفرائضها و سنّنها يكون البلوغ إلى السعادة الأبدية
و الوصول. فلو لا الشريعة اشتمل الفساد و عم. و انتشر الضّلال فلم يجمع أطرافه و
لم تضّم. ثم تبين أن الملة لا تقوم إلّا بقائم يحفظ نظامها و يقيم حدودها. و يعقد
أحكامها و يحرس من الخلّل قوانينها و أوضاعها. و يقوّم بالتأديب من أهمل حقوقها و
أوضاعها. و هو الملك الذي يذبّ عنها بسوطه و سيفه. و يمنع منها كلّ عاد يريدها
بحنفه[3] و حيفه[4].
[1] صنوان: الأخوان، و الصنو الأخ الشقيق و الابن و
العمّ. سبق تعريفها، ص 79.