و قد بلغني أن الإسكندر[1] قال
لمعلمه[2]: اصنع لي
شيئا في السياسة أعتمد عليه في أمر الملك. فصنّف له في ذلك كتبا طال عليه مطالعتها
و عسر عليه لكثرة الأشغال معاودتها في كلّ وقت و مراجعتها. فسأله أن يختصر له قولا
و جيزا يجمع المعاني الكثيرة في اللفظ القليل. و يجد السامع له على اختصاره ثلج
الصدور و برد الغليل. فاختصر له هذه الكلمات. فلم تزل تحت وسادة الإسكندر يلاحظها
في كلّ وقت إلى أن مات. و هي[3]:
- العالم بستان سياجه الملّة. الملّة شريعة يقوم بها الملك.
- الملك راع يعضده الجيش.
[1] الإسكندر بن فيليبس بن مصريم المقدوني من أشهر القادة
في عصره. انظر أخباره في مروج الذهب( استشر الفهارس). و شرع المصريون سنة 1960 في
حفريات تهدف إلى إظهار قبر الإسكندر في مدينة الإسكندرية. و لاحظ ثمار القلوب(
استشر فهارس طبعة إبراهيم صالح)؛ و مختصر تاريخ مدينة دمشق( الجزء الثامن)، و نزهة
الأرواح، 217 و ما بعدها.
[2]معلّم
الإسكندر: هو أرسطوطاليس( ت 324 ق. م): فيلسوف شهير من بلدة قونية من كتبه: السماع
الطبيعي، الجواهر و الأحجار، السياسة. و انظر:
أرسطو عند العرب لعبد الرحمن
بدوي.
[3]ترد في
مصادر عديدة بينها: عيون الأخبار؛ و مروج الذهب 1/ 290؛ نثر الدرر، 241 بلا تحديد؛
العقد الفريد 1: 24؛ بهجة المجالس 1: 337؛ لباب الآداب لأسامة بن منقذ، 37؛
التذكرة الحمدونية 1/ 407؛ الشهب اللامعة، 431؛ سياسة الملوك للماوردي، 123؛ آداب
الملوك، 83؛ صوان الحكمة، 161؛ مختار الحكم، 244؛ سرح العيون لابن نباتة ضمن سيرة
الإسكندر بن فيليبس، 63- 70.