مسألة 4- لو وجد هناك إنسان يعامل معه معاملة الإنسان في
الأرض و لو كان الموجودات هناك بأشكال أخر لكن كانوا عاقلين مدركين فكذلك يعامل
معهم معاملة الإنسان حتى جازت المناكحة معهم، و جرت عليهم جميع التكاليف الشرعية و
الأحكام الإلهية، و لو كان أشبارهم على خلاف أشبارنا يكون الميزان في مساحة الكر
أشبارنا، و كذا في الذراع، و مع اختلافهم في عدد الأيدي و الأرجل و الأصابع معنا
تختلف أحكامهم في باب الوضوء و الديات و القصاص و غيرها.
مسألة 5- يجب في
الصلاة هناك استقبال الأرض، و بإستقبالها يحصل استقبال القبلة، و لما كانت في
حركتها الدورية تارة في جانب من الأرض و أخرى في جانب آخر منها تختلف صلواتهم،
فربما تكون صلاة الظهرين الى المشرق و المغربين الى المغرب و بالعكس، و أما كيفية
دفن موتاهم فيمكن أن يقال بوجوب الإستقبال حدوثاً و لو يتبدل في كل يوم، و أما
تكليف الصيام في القمر أو سائر الكرات فمشكل، و لا يبعد وجوبه في كل سنة شهراً مع
الإمكان، و لو أمكن انطباق شهرها مع شهر رمضان في الأرض يجب على الأحوط، و لو
انكشفت الشمس بالأرض أو بغيرها وجبت صلاة الآيات، و هل في انخساف الأرض أيضاً
صلاة؟ فيه إشكال، و الظاهر وجوبها لآليات المخوفة حتى الزلزلة، و الصلوات اليومية
في تلك الكرات تابعة للزوال و الغروب فيها، و الصوم من طلوع الفجر إلى الغروب مع
الإمكان.
مسألة 6- لو بلغ
الأطفال هناك حد الرجال في سنة مثلًا فان بلغوا بالإحتلام أو إنبات الشعر الخشن
على العانة فلا إشكال في الحكم بالبلوغ و ترتيب آثاره، و أما سقوط اعتبار السن
فمشكل و إن لا يبعد إن علم أنه بحد الرجال، و لو لم يبلغوا حدّ الرجال إلا بعد
ثلاثين سنة بحيث علم أنه طفل غير بالغ حد الرجال، فالظاهر عدم الحكم بالبلوغ، و
هكذا لو فرض أن الأطفال المصنوعية كذلك في طرفي القلة و الكثرة، و كذا لو أتى زمان
أبطأ السير الطبيعي و الرشد و البلوغ بجهات طبيعية كضعف حرارة الشمس و أشعتها أو
أسرع بجهات طبيعية أو صناعية إلى غير ذلك من الأحكام الكثيرة التي ليست الآن محل
ابتلائنا، و لو أتى زمان انهدم القمر قبل الأرض تحدث مسائل أخر، و كذا لو أبطأت
حركة الأرض فتغير النهار و الليل و الفصول تحدث مسائل في كثير من أبواب الفقه، و
لو صح ما قيل من إمكان مخابرة الأجسام تحدث لأجلها أحكام أخر أيضاً.[1]