و هما من
أسمى الفرائض و أشرفها، و بهما تقام الفرائض، و وجوبهما من ضروريات الدين، و منكره
مع الإلتفات بلازمه و الإلتزام به من الكافرين و قد ورد الحثّ عليهما في الكتاب
العزيز و الأخبار الشريفة بألسنة مختلفة، قال اللَّه تعالى «وَ لْتَكُنْ مِنْكُمْ
أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ
عَنِ الْمُنْكَرِ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ»[1]
و قال تعالى «كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ»[2] إلى غير ذلك.
و عن الرضا
عليه السلام «كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله يقول: «إذا أمتي تواكلت
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فليأذنوا بوقاع من اللَّه»[3]
و عن النبي صلّى اللَّه عليه و آله «إن اللَّه عز و جل ليبغض المؤمن الضعيف الذي
لا دين له، فقيل و ما المؤمن الضعيف الذي لا دين له؟ قال: الذي لا ينهى عن المنكر»[4] و عنه صلّى اللَّه عليه و آله أنه
قال: «لا تزال أمتي بخير ما أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و تعاونوا على البرّ،
فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات، و سلّط بعضهم على بعض، و لم يكن لهم ناصر
في الأرض و لا في السماء»[5] و عن أمير
المؤمنين عليه السلام أنه خطب فحمد اللَّه و أثنى عليه ثم قال:
«أما بعد
فإنه إنما هلك من كان قبلكم حيثما عملوا من المعاصي و لم ينههم الربانيون و
الأحبار عن ذلك، و أنهم لمّا تمادوا في المعاصي و لم ينههم الربانيون و الأحبار عن
ذلك نزلت بهم العقوبات، فأمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر، و اعلموا أن الأمر
بالمعروف و النهي عن المنكر لن يقربا أجلًا، و لن يقطعا رزقاً»[6]
الحديث و عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: «يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم
مراءون فيتقرؤون و يتنسكون حدثاء سفهاء لا يوجبون أمراً بمعروف و لا نهياً عن منكر
إلا إذا أمنوا الضرر يطلبون لأنفسهم الرخص و المعاذير- ثم قال-: و لو أضرت الصلاة
بسائر ما يعملون بأموالهم و أبدانهم