ويطول بنا المجال لو اردنا التوسع اكثر في وصف ذلك الظلم ..

وعليه فان التطبيق الدقيق والطويل زمانا هو الذي وضح هذا المبدأ في سلوكهم عليهم السلام وسلوك اتباعهم .. اكثر من غيرهم .. واوجد شبهة اختصاصهم عليهم السلام بهذا المبدأ دون غيرهم لدى هذه الاذهان، مما خلق تلك الدعاوي الفارغة والهجوم الذي لا مبرر له .. اذ يتوجه الهجوم الى مفهوم لا يقول به اهل البيت مطلقا .. ويلتزم اهل البيت عليهم السلام بمبدأ لا يرفضه اي واع للرسالة والعمل لها ومبادئ هذا العمل على ضوء القرآن.

ولئن كنا قد اسهبنا في الموضوع الى حد ما، فنحن نجده بالتالي يحتاج الى بحث اكثر تفصيلا، لتوضيح الحقائق .. ويزول سبب قديم من اسباب سوء الفهم بين المذاهب الاسلامية .. وتتوحد الجهود في وقت تمر فيه الامة الاسلامية باحرج ظروفها وهي تصارع اعتى القوى الكافرة .. وتشتد المؤامرات على وجودها من قبل اعداء اللَّه والانسانية.

المثال الثاني: حب أهل البيت وآثاره العملية:

فمما لا ريب فيه، ان النصوص الاسلامية، سواء كانت قرآنا كريما او سنة نبوية شريفة، او احاديث مباركة عن اهل البيت قد تواترت على العموم في مسألة ربط الامة المسلمة بأهل البيت عليهم السلام برباط الحب والمودة .. حتى ان ذلك اصبح من ضروريات الاسلام التي لا ينكرها الا مكابر او جهول.

فالقرآن العظيم بجعل مودة ذوي القربى- وهم اهل البيت عليهم السلام‌[1]- اجرا

[1] - قال السيد الحجة شرف الدين في كتابه( الفصول المهمة):« اجمع اهل البيت وتوافق أولياؤهم في كل خلف على‌ان القربى هنا انما هم علي وفاطمة وابناهما، وان الحسنة في الاية انما هي مودتهم، وان اللَّه تعالى غفور شكور لاهل ولايتهم، وهذا عندنا من الضروريات المفروغ عنها، وفيه صحاح متواترة عن ائمة العترة الطاهرة .. واليك// ما هو ماثور عن غيرهم: أخرج أحمد والطبراني والحاكم وابن حاتم عن ابن عباس كما نص عليه ابن حجر في تفسير الآية 14 من الآيات التي اوردها في الفصل الاول من الباب 11 من صواعقه قال:« لما نزلت هذه الاية قالوا: يا رسول اللَّه من قرابتك ...؟ قال صلى الله عليه و آله و سلم: علي وفاطمة وابناهما». وهذا الحديث اخرجه عن ابن عباس ايضا ابن المنذر، وابن مردويه، والمقريزي، والبغوي والثعلبي في تفاسيرهم، والجلال السيوطي في دره المنثور، والحافظ ابو نعيم في حليته الحمويني الشافعي في فرائده وغيرهم».