responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة أهل البيت المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 87

في هذه الحلقة من الدراسة نحاول ارساء البحث الآنفاً على قواعده المنطقية وتحسيس البعض من الباحثين بموارد نموذجية فاتهم ان يلتزموا فيها بتلك القواعد فوقعوا في اخطاء بعيدة الاثر في تصوراتهم عن اهل البيت عليهم السلام، ومدرستهم الفكرية والعلمية[1].


[1] - يحلو للبعض من الباحثين( المتفرنجين) الذين تأثروا بنظريات التطور، التي اصبحت شعار هذا العصر، ان يتحدث عن تطور مدرسة اهل البيت فكريا فينقلها من دور لا تزال فيه غير واضحة المعالم، وانما تعتمد وهي اسيرة قوىً على مجرد عاطفة سطحية، الى دور تفرضه الظروف عليها، فتكتلها في مجموعة سياسية منظمة، الى دور آخر، تجد المدرسة لنفسها حاجة ملحة في خلق اطروحة متفردة فتعمل لإيجادها.

وهذا القول لا يعبر عن الواقع أي تعبير ان اريد منه الجانب الموضوعي من المدرسة، ولم يقصد منه ملاحظة اسلوب العرض، بل ان الباحث ليجد الاطروحة عند الامام الهادي مثلا تماما كما يجدها عند النبي العظيم صلى الله عليه و آله و سلم والامام امير المؤمنين عليه السلام والفارق- ان دققنا في الامر- يكمن في اسلوب اعطاء اطروحة من قبلهم عليه السلام فكلنا يعلم انه قد مرت الامة بظروف عصيبة وملابسات جعلت من البعيد عن الصواب ان تلقى الاطروحة بكل معالمها الى الامة وعلى صعيدها العام، نظرا لاستلزام ذلك الذهنية المحددة لمركز الائمة من اهل البيت عليهم السلام بوصفهم أناساً اوصى النبي صلى الله عليه و آله و سلم بالرجوع اليهم بأمر منه تعالى.

فاذا اضفنا الى ذلك ما هو الواقع من ان اطروحة مدرسة اهل البيت لم تكن الا تعبيراً عن الاسلام الصافي من كل شائبة والمطهر من كل زيغ، وتأكيد اهل البيت على ذلك، عرفنا ان مدرسة اهل البيت واطروحتهم عن الاسلام لم تكن شيئا جديدا حتى يختمر في الاذهان، كما تخيل البعض. اما ما نراه من التأكيد الشديد على هذا الجانب في كلمات الائمة الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام مثلا بالشكل الذي لا نجده في كلمات الامام الحسن عليه السلام مثلا فانه تابع كما قلنا للوظيفة المرحلية التي أداها أولئك في عصرهم عليهم السلام بعد ان كانت نفس الوظيفة تستدعي شكلا آخر من العمل من قبل، وهي وظيفة اعادة الذهنية الاسلامية الصافية واستعادة النظرة الواقعية التي اعطاها القرآن والنبي الكريم لاهل البيت عليهم السلام بعد ان عمل الامويون لتشويه الصورة بكل ما يستطيعون، فمعرفة مركز قائد اية اطروحة ضروري جدا للبدء بعملية طرحها.

اسم الکتاب : من حياة أهل البيت المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 87
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست