responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة أهل البيت المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 76

يد التحريف السوداء

التحريف في مختلف المجالات- وخصوصا في مجال عرض شخصية قائد ذي منهج واتباع تشدهم رسالة معينة- اخطبوط فظيع، وهدم قاتل، له التأثير العميق المتناسب مع حجم تأثيرات الشي‌ء المحرف.

والموضوع دقيق عميق يحتاج الى وقت كاف، واصالة حتى تمكن الاحاطة بملابساته ولذا فلن نتعرض اليه الان بكل أبعاده.

ولكن يمكن الاشارة الى تأثيرات التحريف الذي طرأ- مثلا- على صورة المسيح العبد المطيع الانسان، فحوله الى إله تتجسد ربوبيته هكذا لاجل ان تصلب فداء لخطيئة عبد من عبيده، بل عبر بعضهم عن هذا قائلا:

«ان اللَّه تمجد حين تجسد» ويا للتناقض العجيب. كل ذلك القى ظلاله الرهيبة على التاريخ، وصاغ تلك الصور الغريبة من التضارع بين الآراء المتحررة، والمواقف الشاذة للكنيسة مما خلق انحرافا وتيارا عالمياً ثائراً على الدين بلا تمييز.

وقد ابتلي الاسلام بهذا المرض الغريب الخبيث في بعض رجالاته العظماء اولا، وفي بعض تعاليمه ثانيا. مما اثر أثرا بالغا على المسيرة الصاعدة المنتظرة من الامة في اطار تعاليمه- وان لم يبلغ ذلك شأو الاثر السابق لتحريف صورة المسيح، بل كان بينهما بون بعيد.

فقد رأينا الايدي تمتد عن شعور احيانا كثيرة، ولا شعور احيانا أقل الى شخصيات عظمى هي في طول مرتبة النبوة السامية.

صحيح ان التحريف تقريبا لم يستطع ان يغير من الصورة العامة له صلى الله عليه و آله و سلم لعوامل كثيرة- لا مجال لها هنا- ولكنه استطاع ان يغير ولو فترة من الزمن- الصورة الحية الناطقة لاهل البيت عليهم السلام وواقعهم المقدس الى صور تتراوح من حد الافراط الخيالي الحاد الى حد التفريط التسامحي المزري.

اسم الکتاب : من حياة أهل البيت المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست