خطان متميزان في مجال دراستهم عليهم السلام‌

بعد ان ذابت تلك العوامل المقيتة التي فرضت على المؤرخين ان يذوبوا في عملية تمجيد للسلطة الحاكمة، ويسخروا لصالحها أقلامهم وينظروا للاحداث بعين الحاكم لا الواقع.

بعد ان انقشعت هذه السحائب، وانفرجت الازمة نوعا ما تنبه المؤرخون والعلماء الى ضرورة تأريخ نقاط الضوء الحقيقية التي خلقت كل خطوة ايجابية في الواقع الاسلامي.

وكانت أروع نقطة لفتت انتباه الكثيرين منهم هذه السلسلة الدرية التي اتحف الاسلام بها العالم معجزة أخرى تضاف الى معاجزه، أعني بها أهل بيت الوحي والرسالة.

واختلفت زوايا النظر فيما كتب عنهم عليهم السلام:

فبعض اختص بعرض ما ورد من احاديث الرسول صلى الله عليه و آله و سلم في مدحهم وعلو مقامهم وحث الامة على التمسك بهم والارتباط بمنهجهم. ولعمري انه عمل مشكور، خاصة اذا قام به فكر نقاد ويراع بارع، وعني القسم الآخر بذكر مواقع الصدام الذي جرى بينهم عليهم السلام وبين رعيل أعدائهم المتكون من زمر مختلفة متباينة وبيان انتصارهم بعد كل موقع.

بينما راح القسم الثالث يتناول تفاصيل حياتهم وما فيها من جوانب عظمة اخلاقية الى ما هنالك من نواح ولدت تخصصا في هذا المجال بينهم.