responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة أهل البيت المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 181

العاتب، وان تركتموني فأنا كأحدكم»[1].

«واذن فقد كان علي عليه السلام يدرك، نتيجة لوعيه العميق للظروف الاجتماعية والنفسية التي كانت تجتاح المجتمع الاسلامي في ذلك الحين، وأن المد الثوري الذي انتهى بالامور إلى ما انتهت إليه بالنسبة إلى عثمان يقتضي عملًا ثورياً يتناول دعائم المجتمع الاسلامي من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ولما كانت البيعة عقداً حقيقياً يستتبع مسؤوليات وواجبات وحقوقاً لكل من الراعي والرعية، لذلك امتنع من الاستجابة الفورية لضغط الجماهير والصحابة عليه بشأن قبول بيعتهم له بالخلافة، فقد أراد أن يضعهم امام اختيار يكشف به مدى استعدادهم لتحمل اسلوب الثورة في العمل، لئلا يروا فيما بعد انه استغفلهم، واستغل اندفاعهم الثوري حين يكتشفون صعوبة الشروط التي يجب ان يناضلوا الفساد الذي ثاروا عليه في ظلها»[2].

وفكر الناس والزعماء في قلب ذلك الحماس فلم يجدوا بداً من الامام بعد أن كان نداء الفطرة ونداء الاسلام ورسوله العظيم متجسداً في ندائه عليه السلام. فلابدّ إذن من القبول بل إن تلك الشروط هي التي كانوا يبغونها بالاجمال وقد فصلها أمير المؤمنين وبث فيهم الوعي لها ... فليندفعوا مرات وليوسطوا أكابر أصحابه ...

ومنهم الاشتر النخعي. وألح أصحاب الامام بطلب من الامة عليه فقبل عليه السلام «وأخذ الأشتر بيده فبايعه وبايعه الناس وأهل الكوفة. يقولون: أول من بايعه الاشتر النخعي وذلك يوم الخميس الرابع والعشرين من ذي الحجة، وذلك بعد مراجعة الناس لهم في ذلك وكلهم يقول: لا يصلح لها إلّاعلي، فلما كان يوم الجمعة وصعد علي المنبر بايعه من لم يبايعه بالأمس وكان أول من بايعه طلحة ... ثم‌


[1] - نهج البلاغة خ: 92، ص: 94.

[2] - ثورة الحسين لسماحة الشيخ مهدي شمس الدين: 53، مطبعة نمونة/ قم.

اسم الکتاب : من حياة أهل البيت المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 181
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست