responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة أهل البيت المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 180

فيسمعون بقتله ولا يسمعون أنه بويع لأحد بعده فيثور كل رجل منهم في ناحية، فلا نأمن ان يكون في ذلك الفساد فارجعوا إلى علي، فلا تتركوه حتى‌ يبايع»[1].

ولا يمكن ان يكون هذا معبراً عن الدوافع الرئيسية للرجوع مرة ثانية ولكنه يعبر عن بعضها .. إذ إن الكثيرين كانوا يطمحون للوصول إلى عدل الامام وخير دولته، فكان امتناع الامام سبباً في تشدد الأمر عليهم، ولذا كان شعار البيعة «لا يصلح لها إلّاعلي»[2].

وقام الناس بتوسط الأقربين من علي عليه السلام من أصحابه ليؤكدوا عليه كي يقبل.

الرفض لم يكن مطلقاً:

وأتخذ الرفض شكلًا معيناً فلم يكن رفضا مطلقاً وإنما هو رفض مشروط ..

ثم يتجدد النظر إذا انتفت تلك الحالة، أي حالة عدم المبالاة بالحق، وعدم الشعور بالمسؤولية اينما كانت تبعتها وبأي قطاع تعلقت من الأمة أو قطعة من الارض الاسلامية، حالة عدم الإقدام على‌ التضحيات في سبيل الرسالة إلّاإذا ضربت المصالح المباشرة، حالة عدم الالتزام بكل الأمور التي يحتاجها القائد لأجل أن ينشر العدل الاسلامي وينفي الشوائب الاجتماعية.

انه خلال الامتناع كان يؤكد:

«دعوني والتمسوا غيري، فانّا مستقبلون أمراً له وجوه وألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول، وإن الآفاق قد اغامت، والمحجة قد تنكرت، وأعلموا أني إن اجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم اصغ إلى قول القائل وعتب‌


[1] - الامامة والسياسة لابن قتيبة ص 47.

[2] - البداية والنهاية ج 7، ص 254.

اسم الکتاب : من حياة أهل البيت المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 180
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست