responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة أهل البيت المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 178

لبصيرتي ما لَبَّسْتُ على‌ نفسي ولا لُبِّسَ عليَّ»[1].

يقول الدكتور طه حسين متحدثاً عن الموقف آنذاك:

«ونظر الخليفة الجديد، ونظر أصحابه معه فإذا هم يواجهون اموراً عظاماً وقد احاطت بهم فتنة مشبهة معماة إذا أخرج الرجل فيها يده لم يكد يراها.

أمام هذه الامور العظام، وفي قلب هذه الفتنة المظلمة الغليظة وجد علي نفسه كأحسن ما يجد الرجل نفسه.

صِدْقَ ايمان باللَّه ونصحاً للدين وقياماً بالحق واستقامة على‌ الطريق المستقيمة لا ينحرف ولا يميل ولا يدهن من أمر الاسلام في قليل ولا كثير وانما يرى الحق فيمضي إليه لا يلوي على‌ شي‌ء ولا يحفل بالعاقبة، ولا يعنيه أن يجد في آخر طريقه نجحاً أو إخفاقاً، ولا أن يجد في آخر طريقه حياة أو موتاً، وانما يعنيه كل العناية أن يجد اثناء طريقه وفي آخرها رضا ضميره ورضا اللَّه»[2].

هكذا كان القائد ... فيجب أن تكون الامة أقرب إلى‌ روح ذلك القائد.

غرس الهدفية والالتزام الثقيل في قلب الحماس:

ولقد قام الامام عليه السلام ببعض الاساليب الرائعة لغرس المعنيين الآنفين في قلب الحماس المؤقت، ليضمن دوام ذلك الحماس واتخاذه مسرىً طبيعياً متلائماً مع الاسلام، وسائراً جنباً إلى‌ جنب مع خطوات الامام الاصلاحية الكبرى التي تتطلب التضحيات الشديدة. فلم يكن من التوقع أن تتحمل الامة كل ثقل تلك الخطوات لولا تلك الفورة، فاستغلها الامام أروع استغلال لأخذ العهد والالتزام بعد توضيح الهدف الذى يجب أن تسعى إليه، وازالة ما ربما عرض في اذهان‌


[1] - نهج البلاغة خ: 10، ص 20.

[2] - علي وبنوه للدكتور طه حسين ص 16.

اسم الکتاب : من حياة أهل البيت المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 178
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست