اشرنا إلى
أن الامام عمل بكل تركيز على أن يعطي ذلك الحماس الروحي الشعلة التي تبقيه
متأججاً لفترة أطول مهما أمكن، وحسب الطاقات والاستعدادات المتوفرة في الأمة، تلك
الروح تمثلت في تطعيم عملية التأجيج بعنصرين مهمين هما:
أ-
ايضاح الأهداف العامة وازالة ما علق بها من شوائب.
ب-
خلق روح الالتزام المسبق بكل ما له دخل في تحقيق تلك الأهداف.
كل
ذلك مع اعطاء النماذج الحيوية الحسية العالية للأمة لكي تتجسد لها المعاني فتنشد
اليها بكل وجودها.
ولربما
كان من الواضح أن يقال ان أي حماس اجتماعي- بل أي عواطف أخرى- وحتى على صعيد
فردي لا يمكن ضمان بقائه إلى فترة أطول وعلى نفس المستوى من الادراك- ان كان
حماساً مدركاً- إلّاإذا امتلك القاعدة والمنبع الذي يمد بالحرارة كلما طرأت عوامل
الفتور والانحسار ويعين له مساره كلما لاحت في مسيره بوارق الانحراف أو الاستغلال.
وبدون
ذلك فالحماس مؤقت سرعان ما يزول فينقطع المدد في عز المعركة مع كل قوى الانحراف
التي انتشرت هنا وهناك فخلقت وضعاً خطراً وفتنة عمياء تحتاج إلى كل ما يمكن من
الاخلاص والوعي والادراك في القائد، وإلى الكثير من التضحيات ووضوح الأهداف في
الأمة.
وهكذا
كان الأمر في القيادة إذ يقول أمير المؤمنين بعد ذلك: