responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة أهل البيت المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 162

وقد علمنا الأئمة من أهل البيت عليهم السلام ان تستغل لحظات الاقبال النفسي في (عملية تخزين روحي، وتصعيد للسعرات الحرارية المؤمنة) ليكون ذلك التخزين وقودا واحتياطاً لها في حالات الادبار، وهكذا شيئاً فشيئاً تتقلص اللحظات السلبية فلا تكاد تحسب الى‌ جنب لحظات الانفتاح.

فقد ورد عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال:

«ان للقلوب اقبالا وادبارا، فإذا اقبلت فاحملوها على‌ النوافل وإذا ادبرت فاقتصروا بها على‌ الفرائض»[1].

وقال عليه السلام‌

: «ان للقلوب شهوة واقبالا وادبارا فأتوها من قبل شهوتها واقبالها فان القلب إذا أكره عمي»[2].

وعلى‌ هذا الغرار يمكننا أن نؤكد عبر ملاحظاتنا الفعلية ومطالعاتنا التأريخية ان للحس الاجتماعي اقبالا وادبارا أيضاً وذلك طبعاً بفعل عوامل معينة.

وكما ان القائد الشخصي يجب ان يستغل لحظات الاقبال في نفسه، كذلك فإن القائد الاجتماعي الناجح البصير هو الذي يستغل لحظات الاقبال الاجتماعي فيعبّئ الامة بالوقود اللازم، لابقائها على‌ حرارتها أو على‌ خط التغيير دائماً ليحقق التقدم نحو الهدف الذي يستلزم التضحيات الجسام التي لا يمكن ان تقدمها الامة في حالة ادبارها وركودها وتقاعسها .. فهو اذن يرتقب الفرصة لحصول ذلك الوعي المرحلي والتأجج النفسي للامة الذي هو مادة التغيير.

وقد اطلقنا عليه لفظ (التأجج النفسي) لان اغلب الحالات الآنفة تقترن بمهيجات عاطفية مختلفة منها عامل الفطرة ومطابقتها الواضحة احيانا لبعض الامور أو مخالفتها لها، والعقيدة المقهورة خصوصا إذا انضمت اليها المصالح المادية


[1] - نهج البلاغة: الحكمة 312، ص 400.

[2] - نهج البلاغة: الحكمة 193، ص 380.

اسم الکتاب : من حياة أهل البيت المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 162
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست