ولننتقل
الى العنصر الثاني الذي كان له تأثيره في صياغة هذا الموقف بعد ان نمهد له بشيء
من التوضيح.
الاقبال
الفردي والاجتماعي:
يكاد
يكون من الواضح لدينا ان هناك حالات متغيرة للنفس الانسانية وموقفها تجاه الاشياء
.. فهي تارة تميل للتفكير فيها والقرب منها لعوامل معينة، واخرى يجد الانسان من
نفسه الميل الشديد نحوها .. ويتأكد هذا المعنى بالنسبة للامور التي يفرضها الواقع
العقائدي والوجداني من القوى الداخلية للنفس في حين تنكرها بعض الغرائز وخصوصا
الجامحة منها، ويتوضح هذا في ملاحظتنا للموقف النفسي للانسان المؤمن باللَّه
والاسلام الذي ربى وجدانه على الانفاق في سبيل اللَّه مثلا .. فهذا الانسان نجده
من جهة يقع تحت تأثير العقيدة والوجدان المهذب اسلامياً فيميل إلى الانفاق، ولكنه
من جهة اخرى تؤثر عليه غريزة حب الذات غير المهذبة والجامحة، فتمنعه من ذلك.
وهكذا الموقف تجاه الشخصيات المختلفة وكذلك تجاه الاتيان بالنوافل المستحبة التي
من شأنها تنمية الاستعداد لتقبل العطاء الروحي.
فاننا
نجد من انفسنا احيانا نزوعا الى الجانب التضحوي على اختلاف درجاته، واقبالا على
الاستزادة، في حين نجدها في بعض الاحايين فاترة غير مقبلة.