responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حياة أهل البيت المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 134

طاقاتها الفعالة.

ب- المحافظة التامة على‌ الامة، وتربيتها تربية تؤهلها لحمل المبدأ، وتمنحها الطاقات المؤثرة في الوقوف أمام أي هجوم عليه، وهذان الخطان يستدعيان أحد أمرين، يأتي أحدهما بعد الآخر ويمكنهما أن يشكلا الاطار المباشر الذي نلاحظه ينعكس بوضوح على‌ سلوكهم عليهم السلام وهما:

أ- مسك أزمة الحكم وذلك لتحقيق عنصر السيطرة الذي تحدثنا عنه والذي هو ضروري لدفع التجربة الاسلامية، نحو الامام والقيام بتلك المهمة.

ب- وان لم يمكن ذلك فالعمل المتسم بالواقعية والمرونة حسب مقتضيات الظرف لأجل الحفاظ على‌ المبدأ والأمة، من جهة ولو بصورة غير مباشرة أولا، والتخطيط الواعي الموضوعي لتسلم أزمة الحكم باعتبارهم أصحابها الحقيقيين.

بقي لدينا أن ننتبه لما قلناه من أننا نجد الشواهد التأريخية الكثيرة التي تدل على‌ انهم عليهم السلام- ووفقاً لواقع الأمر- لم يكونوا ليطلبوا الحكم ولو على‌ اساس ثورة مفاجئة أو مؤامرات عاصفة فلم تكن تلك سنتهم عليهم السلام، وانما كانوا يعملون على‌ تربية القواعد الشعبية الواعية لمركزهم بصفتهم اوصياء للنبي صلى الله عليه و آله و سلم ومن ثم تقوم هذه القواعد بتهيئة الأجواء العملية لمسك أزمة الحكم من قبلهم عليهم السلام وهي بعد أن عادت تعيش أهدافهم الكبرى‌، تقوم بعد ذلك بحراسة المكاسب، التي يتوقع حصولها حينذاك ويمكننا أن نذكر مثالًا على‌ ذلك قصة سهل بن حسن الخراساني الذي جاء إلى‌ الإمام الصادق عليه السلام يعرض عليه تبني حركة الثوار الخراسانيين قائلا: يابن رسول اللَّه ما الذي يمنعك أن يكون لك حق تقعد عنه وانت تجد من شيعتك مئة ألف يضربون بين يديك بالسيف؟!

فيأمره الامام بالجلوس متلطفاً ثم يطلب أن يسجر التنور حتى‌ إذا ما صار كالجمر يأمره بدخول التنور، وحينذاك يستقيله الخراساني فيقيله، فلم تمر لحظات‌

اسم الکتاب : من حياة أهل البيت المؤلف : التسخيري، الشيخ محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست