ثم يقول:
«وكتب الشيعة مملوءة بالاحاديث والاخبار الدالة على هذا المبدأ»[1].
ولا
أدري كيف غفل عن جود هذا المعنى بكثرة في كتب السنة ايضاً، ويكفي ان يراجع المرء
العمدة لابن بطريق ليلاحظ بعض ما يدل عليه.
كما
لا أجد أي مبرر لجعل هذا الحديث دالا على ما فهمه بعد ان جعل «حب علي عليه السلام»
ايمانا، وهو في خلد الانسان المسلم لن يستكمل خواصه الا اذا كان متعديا الى مجال
العمل.
ان
حب علي عليه السلام ليس الا حبا لمبادئ علي، ولُاطروحته التي هي الاسلام بعينه بلا
أية زيادة، ومتى عفا علي نفسه من الواجب حتى نفهم هذا الحديث كما فهمه هؤلاء؟!
ويبدو
هذا واضحا بملاحظة هذه الجملة «لا يدخل الجنة الا محبوه ولا يدخل النار الا
مبغضوه» فبشيء من التأمل وبإدراك للخطوط العريضة التي لا يختلف اثنان في اتباعها
في الاسلام يبدو ان الغرض هو جعل ود علي عليه السلام كاشفا عن الاهتداء بهديه
والسير على نهجه الوضاء، فهما خطان لا ثالث لهما: خط الحق وهو خط محمد وعلي
والمؤمنين، وخط الباطل وهو خط كل من انحرف عن مبادئ الاسلام الحنيف فكان بمنزلة
المبغض لعلي عليه السلام.
هكذا
اذن لاحظنا ان ما ينفيه بعض الدارسين السطحيين شيء، وما يلتزم به أهل البيت
ومدرستهم شيء آخر يقع على النقيض منه تماما.
تعرضنا
لمثالين نقضت فيهما المسلّمة الاولى من مسلّمات النقاش الصحيح وها نحن نتعرض لمثال
ثالث نقضت فيه المسلّمات الاخرى.