أمّها
خديجة- يريد أنّها أسدية من قومه- فقال عمرو: نعم واللّه، وابنة محمّد! أخذتها
يمينا وأخذتها شمالا! ووددت واللّه أنّ أمير المؤمنين! كان نحّاه عنّي ولم يرسل به
إليّ! ووددت واللّه أنّ رأس حسين كان على عاتقه، وروحه كان في جسده[1].
كان
يزيد راوية للشعر وشاعرا كما مرّ، ولم نجد له فيما بأيدينا خطبة، وقد مرّ الخبر عن
خطبة ابن زياد في المسجد الجامع بالكوفة بعد جلسة القصر، وكأنّ يزيد بدل أن يخطب
أحضر الإمام السجّاد (ع) إلى المسجد الجامع بالشام ضُحى قبيل الزوال، واستحضر
الناس، وخطيباً أمره أن يخطبهم فيذكر للناس مساوئ الحسين وأبيه عليّ
(عليهماالسلام) ويقرّظ معاوية ويزيد.
فصعد
الخطيب المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه، ثمّ أطنب في تقريظ معاوية ويزيد، وأكثر
الوقيعة في عليّ والحسين (عليهماالسلام)! وكان الإمام السجّاد (ع) في هذه الفترة
قد تماثل للشفاء، فصاح به:
ثمّ
التفت إلى يزيد وقال له: يا يزيد (كذا بدون لقب) إئذن لي حتّى أصعد هذه الأعواد
فأتكلّم بكلمات فيهنّ للّه رضا، ولهؤلاء الجالسين أجر وثواب! فأبى يزيد، فقال له
بعض الناس: يا أمير المؤمنين! ائذن له ليصعد فلعلّنا نسمع منه شيئاً.
[1] . الطبقات الكبرى: 66، الباب 47، ح 297، وفي قسم
الترجمة المنشورة: 84- 85، وأنساب الأشراف 224: 3، ح 223.