ولا حاجة
لنا في سيرة عثمان في أنفسنا ولا في فيئنا؛ فإنّها كانت أثَرَةً وهوى! ولا في سيرة
عمر بن الخطّاب في فيئنا! وإن كانت أهون السيرتين ضرّاً علينا!
فقام
يزيد بن أنس الأسدي وقال: صدق السائب بن مالك وبرّ! رأيُنا مثل رأيه وقولنا مثل
قوله!
فقال
ابن مطيع: نسير فيكم بكلّ سيرة أحببتموها وهويتموها! ثمّ نزل.
وكان
ابن مطيع قد اختار لشرطته إياس بن مضارب العجلي، وأمره بالشدّة على المريب.
فجاء
ابن إياس إلى ابن مطيع وقال له: إنّ السائب بن مالك من رؤوس أصحاب المختار، وإنّ
عيوني قد أتوني وأخبروني أنّ أمر المختار قد استجمع له فكأنّه قد وثب بالكوفة،
فلست آمنه، فابعث إليه فليأتك، فإذا جاءك فاحبسه في سجنك حتّى يستقيم أمر الناس[1].
استحضار
المختار:
فاستحضر
ابن المطيع زائدة بن قدامة الثقفي وضمّ إليه الحسين بن عبد اللّه الهمداني
ليستحضرا المختار إلى الأمير، فذهبا إليه فإذا على باب داره أصحابه وفي داره منهم
جمع كثير، ودخلا إليه وقالا له: أجب الأمير، فأمر بإسراج فرسه ودعا بثيابه ليذهب
معهما، فلمّا رأى ذلك زائدة قرأ قول اللّه تعالى: وَ
إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ
يُخْرِجُوكَ ...[2]
وكان المختار قد لبس ثيابه فألقاها وجلس وقال: إنّي لأجد قفقفة (رجفة) شديدة ما
أراني إلا قد وعكت ألقوا عليّ القطيفة! وارجعا أنتما إلى ابن مطيع (كذا بدون لقب
الأمير)