responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً المؤلف : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 130

معكم من تخلّف عنكم و لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالًا[1] وَ لكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ‌[2] وخصّكم بفضله فاحمدوا ربّكم.

وخرجوا من منزل أقساس مساءً فأصبحوا في كربلاء[3].

زيارة الثوّار لقبر أبي الأحرار

لمّا انتهى الناس إلى قبر الحسين (ع)، معلوماً، صاحوا صيحة واحدة وبكوا حتّى ما رئي يوم كان أكثر باكياً منه، بكوا كلّهم وتمنّى جلّهم أنّه لوكان أصيب معه، تقدّمهم شيخهم سليمان وقد ناهز أو جاوز الثمانين من السنين رافعاً يديه إلى ربّه لدى قبر وليّه باكياً داعياً:

«اللهمّ ارحم حسيناً الشهيد ابن الشهيد، المهديّ! بن المهديّ، والصدّيق ابن الصدّيق: اللهمّ إنّا نشهدك أنّا على دينهم وسبيلهم، وأعداء قاتليهم وأولياء محبّيهم» (الولاية والبراءة).

ونادوا صيحة واحدة تائبين: «يا ربّ إنّا قد «خذلنا» ابن بنت نبيّنا، فاغفر لنا ما مضى منّا، وتب علينا، إنّك أنت التوّاب الرحيم. وارحم حسيناً وأصحابه الشهداء الصدّيقين. وإنّا نشهدك- يا ربّ- أنّا على «مثل ما قتلوا عليه» فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين».

ثمّ انصرف سليمان وأصحابه عن القبور ونزلوا، فأقاموا عنده يومهم ذلك وليلتهم يصلّون ويبكون ويتضرّعون ويستغفرون، وما انفكّوا يترحّمون عليه وعلى أصحابه، حتّى صلّوا الفجر عند القبر.


[1] . التوبة: 47.

[2] . التوبة: 46.

[3] . تاريخ الطبري 588: 5، 589 عن أبي مخنف.

اسم الکتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً المؤلف : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست