responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً المؤلف : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 129

خطبة سليمان ورحيلهم إلى كربلاء

ثمّ قام سليمان في الناس خطيباً (الجمعة)، فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال:

أمّا بعد، أيّها الناس! فإنّ اللّه قد علم بما تنوون وما خرجتم تطلبون، وإنّ للدنيا تجاراً وللآخرة تجّاراً؛ فأمّا تاجر الآخرة فساع إليها متنصّب (متعب) بتطلابها، لا يشتري بها ثمناً، لا يرى إلا قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً، لا يطلب ذهباً ولا فضّة ولا دنياً ولا لذّة. وأمّا تاجر الدنيا، فمكبّ عليها راتع فيها لا يبتغي بها بدلًا.

فعليكم- يرحمكم اللّه- في وجهكم هذا بطول الصلاة في جوف الليل، وبذكر اللّه كثيراً على كلّ حال، وتقرّبوا إلى اللّه بكلّ خير قدرتم عليه، حتّى تلقوا هذا العدو والمُحِلّ «القاسط» فتجاهدوه؛ فلن تتوسّلوا إلى ربّكم بشي‌ء هوأعظم عنده ثواباً من الجهاد والصلاة، فإنّ الجهاد سنام العمل.

جعلنا اللّه وإيّاكم من العباد الصالحين المجاهدين، الصابرين على اللأواء.

وإنّا مدلجون الليلة من منزلنا هذا إن شاء اللّه، فادلجوا.

وفي عشيّة الجمعة لخمس مضين من شهر ربيع الآخر سنة (65 ه-) دعا سليمان: حكيم بن منقذ أن ينادي في الناس بالرحيل وألا يبيتنّ أحد حتّى نبلغ دير الأعور، فنادى بذلك وارتحل أكثر من معه وتخلّف كثير منهم! وباتوا بدير الأعور، متّجهين إلى كربلاء في طريقهم إلى الشام.

ثمّ سار حتّى نزل منزل أقساس مالك على شاطئ الفرات، وهناك استعرضهم، فتبيّن تخلّف نحو ألف رجل! فقال سليمان لهم: ما أحبّ أن كان‌

اسم الکتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً المؤلف : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست