تأملات في حديث الحوض‌

بعدما تقدم من ذكرنا للآيات الكريمة الذامة لبعض الصحابة وأقوال العلماء المؤيدة لتلك الآيات، أنقل بعض ما ورد في صحيح البخاري ومسلم للحديث المشهور عند الفريقين، وهو حديث الحوض الواضح الدلالة في ارتداد بعض الصحابة وأنهم أحدثوا وغيروا وبدلوا بعده (ص)؛ ومعلوم أن سند هذه الروايات وردت في أصح الكتب وهما كتاب الصحيحين اللذين يمثلان أصح الكتب وأتقنها وأضبطها بعد القرآن.

قال النووي في مقدمة شرحه على صحيح مسلم:

«اتفق العلماء على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان: البخاري ومسلم، وتلقتهما الأمة بالقبول»[1].

وقال ابن حجر الهيتمي:

«هما أصح الكتب بعد القرآن بإجماع من يعتد به»[2].

وهناك أقوال أخرى ذهبت إلى الغلو في الصحيحين أعرضنا

[1] - النووي، شرح صحيح مسلم: ج 1 ص 14 الناشر. دار الكتاب العربي- بيروت، ط 1407 ه-.

[2] - ابن حجر الهيتمي: الصواعق المحرقة: ج 1 ص 31، تحقيق: عبد الرحمن بن عبد الله التركي الناشر: مؤسسة الرسالة- لبنان، ط 1، 1417 ه-.