خامساً: الوفاة على الإسلام مشروط بالإيمان والرضا الإلهي.

إنّ قول ابن حجر الهيتمي المكي: «ومن رضي عنه تعالى لا يمكن موته على الكفر؛ لأن العبرة بالوفاة على الإسلام» مردود؛ وذلك لأنه ليست العبرة بمجرد الوفاة على الإسلام، وإنما رضا لله والأيمان به وترتب الثواب عليه مرتبط بالإسلام الحقيقي والواقعي، الذي يتنافى مع النفاق الذي صدر من بعضهم كما في خبر البراء بن عازب المتقدم. علماً أن هناك من المنافقين قد ماتوا على ظاهر الإسلام، فهل أنّ الرضا الإلهي تكون دائرته شاملةً لهم؟ نعتقد أن العقل والفطرة السليمة تأبى ذلك.

سادساً: خطاب الرسول (ص) مقيد بحسن العواقب وخواتيم الأمور.

إنّ قول مسلم في صحيحه: «لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد؛ الذين بايعوا تحتها» كما تقدم.

مردود؛ لأن خطابه (ص) ليس مطلقاً؛ فلو تأملنا بكلمة (إن شاء الله) تشعرنا بذلك؛ لأنه يعلم أن الرضى ليس المقصود منه التأبيد؛ بل مشروط بحسن العواقب وخواتيم الأمور، وهو يعلم علم اليقين أن هناك من دخل النفاق في قلبه، ويعلم أن هناك بغاة جفاة، كما