وهذه
السُنّة نفسها جرت قبل ذلك في إبراهيم كما أشرنا إليها سلفاً، كما جرى ذلك لموسى
عليه السلام في أوّل أمره إذ يقول سبحانه وتعالى: وَ
جاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى قالَ يا مُوسى إِنَّ الْمَلَأَ
يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ*
فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ[2].
المرحلة
الثالثة، غيبة الاستتار:
وذلك
عندما تنعدم فرصة العمل للقيادة الإلهيّة في مرحلة زمنيّة معيّنة بصورة كاملة،
بحيث لا يجدي معها تنفيذ سُنّة الهجرة لسيطرة القوى المعادية على كلّ المناطق
المرشحة لاحتضان القيادة الإلهيّة، يأتي دور غيبة الاستتار، فتسحب السّماء نعمتها
الكبرى إلى حيث يشاء اللَّه، وتحتفظ بها ريثما تتجدّد في الأُمّة فرصة احتضان
القيادة الإلهيّة والتفاعل معها، من أجل إقامة المجتمع العادل وتنفيذ السُنّة
الإلهيّة