اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن الجزء : 1 صفحة : 305
ما يشاء)
حين ثقل جعل يلوم نفسه، ويضرب يده على رأسه، وقال: وددتُ أني كنت أكتسب يوماً بيوم
ما يقوتني وأشتغل بطاعة اللَّه. فذكر ذلك لابن خازم فقال: الحمد للَّهالذي جعلهم
يتمنون عند الموت ما نحن فيه، ولا نتمنى عند الموت ما هم فيه[1].
وقال
عمران بن موسى المؤدب: يروى أنّ عبدالملك بن مروان لمّا اشتد مرضه قال: ارفعوني
على شرَف ففُعل ذلك، فتنسم الروح ثم قال: يا دنيا ما أطيبك! إنّ طويلك لقصير وإن
كيدكِ لحقير وإن كنّا منكِ لفي غرور! وتمثل بهذين البيتين:
إن تناقش يكن نقاشك يار
بِ عذاباً، لا طوق لي بالعذاب
أوْ تجاوزْ، فانت ربٌ صفوح
عن مسيءٍ ذنوبُه كالتراب
ويروى
أنَّ هذه الأبيات تمثّل بها معاوية.
وقال
صاحب الكامل في التاريخ: «ويحق لعبدالملك أن يحذر هذا الحذر ويخاف، فإنَّ من يكن
الحجاج بعض سيئاته يعلم على أي شي يقدم عليه»[2].
وقال
عبدالملك لسعيد بن المسيّب: يا أبا محمد صرتُ أعمل الخير فلا اسرَّ به، وأصنع الشر
فلا أُساء به، فقال: الآن تكامل فيك موت القلب[3].
وكان
عبدالملك أوّل من غدر في الإسلام ... وأوّل من نهى عن الأمر بالمعروف، فإنّه قال
في خطبته بعد قتل ابن الزبير، ولا يأمرني أحد بتقوى اللَّه بعد مقامي هذا إلّاضربت
عنقه[4].
[1] - الكامل في التاريخ، ابن الأثير ج 3/ 182- 183.