responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 217

ثانياً: من هم أهل السنّة؟

إنَّ أهل السُنَّة هم جماعة من المسلمين آمنوا بالله ربّاً، وبالرسول نبياً، وبالقرآن كتاباً، وبالمعاد غاية يحاسب فيه العباد فيجازى‌ المطيعون بالجنة والعاصون بالنار، وذكروا بأنَّ النبيّ صلى الله عليه و آله قد مات ولم يخلّف على‌ المسلمين خليفة، بل ترك الأمر شورى‌ بين المسلمين، استناداً الى القرآن الكريم الذي حسّن المشورة فقال تعالى‌: وَ شاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ[1] وَ أَمْرُهُمْ شُورى‌ بَيْنَهُمْ‌[2].

ويذكرون بأنَّ المسلمين انتخبوا أبا بكر خليفة للمسلمين. كما يعتقدون بأنَّ الخلافة تكون بالشورى‌، وتكون بالتعيين، وتكون بالبيعة.

وبهذا يكون الفارق الأساسي بين الطائفتين، هو في نظرية الحكم في الإسلام وهذا ما دعانا أن نفرد له فصلًا للكلام فيه سيأتي إن شاء اللَّه تعالى‌ وهو الفصل الرابع‌[3].

وبهذا نفهم أنَّ الاسس القوية المتينة لدخول الجميع في الإسلام والدفاع عنه كلها متوفرة عند الطرفين (ويبقى‌ موضوع الإمامة والخلافة). أما الأحكام الشرعية فهي عند الطرفين مستقاة من القرآن الكريم والسُنَّة النبوية، وكما يقع الاختلاف بين المذاهب الأربعة التي اعتبرت رسميّة في وقت متأخر، كذلك الفقه الإمامي قد يتحد مع أحد المذاهب الأربعة وقد يختلف عنها نتيجة اجتهاد المجتهدين، وقدرتهم على‌ الإستفادة من النصوص الدينية وتوثيقهم لها


[1] - آل عمران: 159.

[2] - الشورى‌: 38.

[3] - وهذا كما ترى‌ هو اختلاف في المنهج والطريق المثبت للخلافة، لا في أصل الخلافة، حيث إن الكل متفقون في أصل الفكرة. وإنها تستند الى الدين باعتبارها رئاسة عامة في الدين والدنيا نيابة عن الرسول صلى الله عليه و آله، وهذا يدلل على أن الخلافة ليست هي فكرة شيعية فقط أو سنيّة فقط، وإنّما هي عقيدة جميع المسلمين.

اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 217
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست