responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 115

(عثمان) أشار فيها الى الفتنة التي وقعت أيّام عثمان والصحابة فيها وهم قوّادها، فقال: إنَّ الناس وقفوا من الأحداث أيّام عثمان، ومن نصيب عثمان منها مواقف متباينة أشدّ التباين:

أ- فقوم أراحوا أنفسهم جملة وقالوا إنَّ أكثر هذه الأحداث مكذوب مصنوع لم يصح وقوعه وإنّما تكلفه المتكلفون، أراد بعضهم به الكيد للإسلام، ودُفع بعضهم إليه بما كان من الخصومة العنيفة بين الأحزاب. وهم من أجل ذلك يرفضون أكثر الأحداث ويروْن فيما يقبلون منها أنَّها امور ليست بذات خطر، ذهب فيها الإمام (عثمان) مذهب الاجتهاد، فإنْ أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر. وهو على كل حال لم يرد إلّاالخير، ولم يكن يريد ولا يمكن أن يريد إلّاالخير، وهم يرون مثل هذا الرأي فيما يقبلون من الروايات التي تتحدّث ببعض ما كان بين عثمان وأصحاب النبيّ‌من الخصومة- أكثر هذه الروايات عندهم مكذوب مصنوع وقليل منها على‌ ما مضى‌ من التأويل- أي على أنَّه كان نتيجة الاجتهاد، ومن اجتهد فأصاب فله أجران، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر واحد.

وأكثر الذين يذهبون هذا المذهب إنّما يُدفعون إليه، لأنَّهم يقدّسون ذلك العصر من عصور الإسلام، ويكرهون أن يحملوا على‌ أصحاب النبيّ‌ما يحمل عادة على‌ الّذين يستقبلون امور الدنيا بما في نفوسهم استعداداً للمنافسة والاصطراع حول أعراض وأغراض لا تلائم قوماً صحبوا رسول اللَّه وأبلوا في سبيل اللَّه أحسن البلاء، وأسسوا الدولة بما أنفقوا في ذلك من دمائهم وأموالهم وجهودهم، فهم يخطئون ويصيبون، ولكنَّهم يجتهدون دائماً ويسرعون الى الخير دائماً، فلا يمكن أن يتورطوا في الكبائر، ولا أن يحدثوا إلّاهذه الصغائر

اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 115
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست