responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 110

شهدوا علينا، وأنَّ أهل الشام يقتلوننا، أما واللَّه لئن قتلتموني بها، فإنَّي لأوّل فارس من المسلمين هلك في واديها، وأول رجل من المسلمين نبحته كلابها»[1].

ثم مشى‌ اليه (هدبة بن فياض القضاعي بالسيف) فارتعد فقالوا له:

«زعمت أنّك لا تجزع من الموت، فابرأ من صاحبك وندعك!!»

فقال حجر: «مالي لا أجزع وأرى قبراً محفوراً وكفناً منشوراً، وإنّي واللَّه إن جزعت من القتل لا أقول ما يسخط الرب!».

وشفع في سبعة من أصحاب حجر، المقرّبون لدى‌ معاوية في الشام، وعُرض الباقون على السيف، وقال حجر في آخر ما قال: «لا تُطلِقوا عني حديداً ولا تغسلوا عني دماً فإنّي لاقٍ معاوية غداً على الجادّة وإنّي مخاصم»، وذكر معاوية كلمة حجر هذه فغصّ بها ساعة هلك- معاوية- فجعل يغرغر بالصوت ويقول: «يومي منك يا حجر يوم طويل».

عودة الى عدالة الصحابة

وعلى كل حال، فإذا كان بعض الصحابة قد خالفوا القرآن والسُنَّة فما هو المانع من والتصريح بأنَّ الصحابة- كبقية الناس- على قسمين:

القسم الأوّل: الصحابة المؤمنون بالرسالة الذين أثنى‌ عليهم اللَّه تعالى‌ في قُرآنه الكريم في بيعة الشجرة فقد قال تعالى‌ في سورة الفتح: لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَ أَثابَهُمْ‌


[1] - تاريخ ابن الأثير: ج 3/ 192. وقال ابن سعد ومصعب الزبيري فيما رواه الحاكم عنه عند ذكر حجر:« وقتل بمرج عذراء بأمر معاوية، وكان حجر هو الذي افتتحها فَغُدِرَ بها» وهذا هو معنى‌ قوله هنا:« وأوّل رجل من المسلمين نبحته كلابها» يعني يوم فتحها.

اسم الکتاب : دعوة الى الإصلاح الديني و الثقافي المؤلف : الجواهري، الشيخ حسن    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست