و
في رواية، أنّ مروان بن الحكم هو الذي قتل طلحة، لأنّه رآه قائما و قد أمكنت
الفرصة منه، فقال: لا أطلب بثاري بعد اليوم، وا ثارات عثمان، ثمّ رماه بسهم، فأصاب
ركبته[2]، فحمل
إلى البصرة[3]، فدخل
عليه بعض أصحاب عليّ عليه السّلام و هو يجود بنفسه، فقال له: اشهد على أنّي قد
بايعت أمير المؤمنين عليّا عليه السّلام، ثمّ مات، فأخبر ذلك الرّجل عليّا عليه
السّلام، فقال: «رحمه اللّه»، و تأسّف عليه، ثمّ قال: «الحمد للّه الذي لم يخرجه
من الدّنيا إلّا و بيعتي في عنقه»[4].
[1] - راجع تاريخ الطّبري 4/ 508، و مروج الذهب 2/ 365،
و الكامل 3/ 243- 244، و البداية و النهاية 7/ 258.
[2] - انظر ترجمة عليّ عليه السّلام من أنساب الأشراف للبلاذري
2/ 246 عند ذكر حرب الجمل في عنوان:« مقتل طلحة بن عبيد اللّه» الرقم 304 و ما
حوله، و المناقب للخوارزمي ص 183 الرقم 222، و كتاب الجمل للشيخ المفيد ص 205، و
المناقب لابن شهر آشوب 3/ 157، و الكامل لابن الأثير 3/ 244، و البداية و النهاية
7/ 253 و 258، و بحار الأنوار 32/ 177 الرقم 132 و ص 201 الرقم 153.
[3] - كذا في ك، و في خ: و قال الواقدي: نظر مروان بن
الحكم إلى طلحة فقال: لا أطلب بثاري بعد اليوم، و رماه بسهم، فخيط ركبتيه مع
السرج، و حمل إلى البصرة فمات.
[4] - ما يقرب معناه رواه الخوارزمي في الفصل 2 من
الباب 16 من المناقب ص 183 تحت الرقم 223، و ابن الأثير في الكامل 3/ 243.
أقول: و قد روى الشيخ المفيد في
كتاب الجمل ص 204- 207 عند ذكر قتل طلحة؛ أحاديث عديدة تفيد أنّه-- قتل في
المعركة، و لم يذكر من أمر البيعة شيئا، ثمّ قال بعدها: فهذه الأخبار جملة مختصرة
صحيحة في مقتل طلحة بن عبيد اللّه، طريقها من العامّة من أوضح الطرق، و سندها أصحّ
أسانيد، و ليس بين الأمّة فيها اختلاف، و كلّ يدلّ على أن طلحة قتل و هو مصرّ على
الحرب، غير نادم و لا مرعو عن ذلك، وفاقا لمذهب الحشوية، و خلافا لمذهب المعتزلة،
و شاهدا ببطلان ما ادّعوه من توبته.
اسم الکتاب : تذكرة الخواص من الأمة بذكر خصائص الأئمة المؤلف : سبط ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 386