فقالوا:
لا نجد[2] هذا فيما
أوحي إلى أنبيائنا! فقال: «كذبتم»، فنزل قوله تعالى[3]:
فَمَنْ
حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ، فَقُلْ: تَعالَوْا نَدْعُ
أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ [وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ] وَ أَنْفُسَنا وَ
أَنْفُسَكُمْ الآية[4]، فقالوا:
أنصفت، فمتى نباهلك؟ قال: «غدا إن شاء اللّه تعالى»، فانصرفوا؛ و قال بعضهم لبعض[5]:
إن خرج في عدّة من أصحابه فباهلوه، لأنّه[6]
غير نبيّ، و إن خرج في أهل بيته[7]، فلا تباهلوه،
فإنّه نبيّ صادق، و لئن باهلتموه لتهلكنّ.
ثمّ
بعث[8] رسول
اللّه صلى اللّه عليه و سلم إلى أهل المدينة[9]
و من حولها، فلم يبق بكر لم ترها الشّمس و لا عانس[10]
إلّا و خرجت، و خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عليّ عليه السّلام بين
يديه، و الحسن عن يمينه، و الحسين عن شماله، و فاطمة عليها السّلام خلفه، ثمّ قال:
«هلمّوا فهؤلاء أبناؤنا،- و أشار إلى الحسن و الحسين- و هذه نساؤنا- يعني فاطمة- و
هذه أنفسنا» يعني نفسي، و أشار إلى عليّ عليه السّلام، فلمّا رأى القوم ذلك خافوا
و جاءوا إلى بين يديه،
[10] - في المعجم الوسيط، ص 631: عنست البنت البكر-
عنسا، و عنوسا، و عناسا: طال مكثها في بيت أهلها بعد إدراكها و لم تتزوّج. فهي
عانس ... و- الرجل: أسنّ و لم يتزوّج، فهو أيضا عانس، و أكثر ما يستعمل في النساء.
اسم الکتاب : تذكرة الخواص من الأمة بذكر خصائص الأئمة المؤلف : سبط ابن الجوزي الجزء : 1 صفحة : 175