الثانى:
إيجاد العبد لفعله من غير أن يكون للّه مشيئة و إرادة فيه[2].
و
قد بدأت هذه البدعة تطل برأسها فى أواخر عهد الصحابة رضوان اللّه عليهم، لذلك
نجدهم قاوموا هذه البدعة و أنكروها لما فيها من خطر عظيم على عقيدة المسلم و هدم
لركن أساسى من أركان الإيمان.
قال
عبد القاهر بن طاهر البغدادى: «ثم حدث فى زمان المتأخرين من الصحابة خلاف القدرية
فى القدر و الاستطاعة من معبد الجهنى و غيلان الدمشقى، و الجعد بن درهم. و تبرأ
منهم المتأخرون من الصحابة كعبد اللّه ابن عمر و جابر بن عبد اللّه و أبى هريرة و
ابن عباس و أنس بن مالك و عبد اللّه بن أبى أوفى و عقبة بن عامر الجهنى و أقرانهم
و أوصوا أخلافهم بأن لا يسلموا على القدرية و لا يصلوا على جنائزهم و لا يعودوا
مرضاهم[3].
قول
الإمام أحمد فيمن جحد العلم من القدرية
قال
أبو بكر الخلال:
109-
أخبرنى محمد بن يحيى الكحال[4] أن أبا
عبد اللّه قال: القدرى الّذي يقول إن اللّه لم يعلم الشيء حتى يكون هذا كافر[5].
[1] - سيأتى« قول الإمام أحمد فيمن جحد العلم من
القدرية» و التعليق عليه.
[2] - سيأتى« قول الإمام أحمد فى أفعال العباد» و
التعليق عليه.
[4] - هو: محمد بن يحيى الكحال، أبو جعفر البغدادى
المتطبب. قال أبو بكر الخلال:« كانت عنده عن أبى عبد اللّه مسائل كثيرة حسان مشبعة
و كان من كبار أصحاب أبى عبد اللّه و كان يقدمه و يكرمه». طبقات الحنابلة: 1/ 328.