السياسي
للرسالات الاخرى، كما أنّها ليست عملا إصلاحيا في إطار تلك الرسالات، بل هي من
جانب مصدقة لها؛ لأنّها تمثل امتدادا للرسالات الالهية في التأريخ البشري، و
لكنّها من جانب آخر و في الوقت نفسه مهيمنة عليها أو مستقلة عنها.
و
يتضح ذلك بشكل أفضل بملاحظة سياق الآيات السابقة عليها، و التي يشير فيها القرآن
الكريم إلى نزول التوراة و الإنجيل و النسبة بينهما، و التي تختلف عن نسبة القرآن
إليهما.
و
حديث القرآن عن عيسى عليه السّلام يأتي لإزالة ما علق في أذهان الجماعة التي نزل
فيها القرآن من أفكار و تصورات منحرفة عن الأنبياء تتنافى مع عصمتهم أو علاقتهم
باللّه أو طبيعة شخصيتهم، من هنا تحدّث القرآن الكريم عن شخصيته و ظروفها أكثر
ممّا تحدّث عن أعماله و نشاطاته. و هذا يمثل غرضا و هدفا آخر بالاضافة إلى الأغراض
السابقة التي أشرنا إليها في الفصل السابق.