و السنن
التأريخية التي توحي بها القصّة، و العبر التي يمكن أنّ تستخلص منها، و هذا ما يمكن
أنّ تستفيد منه كلّ الشعوب الاخرى. و بذلك يتحقّق القرآن الكريم بعده العام
الشامل، و يبقى حيا و مؤثرا في هذا الوسط و غيره من الأوساط الإنسانية.
نعم،
من الصحيح أن نضيف- أيضا- القول: إنّ الأنبياء مثل: نوح و إبراهيم و موسى و عيسى
عليهم السّلام يمثلون الاصول العامة للنبوّات في كلّ العالم، و كان خاتمهم النبيّ
محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يمثل امتدادا لتلك النبوّات، و لكن نجد أنّ
القرآن لم يتحدّث عن هذه الاصول و تفرعاتها فحسب، بل تحدّث عن أنبياء مثل: صالح و
شعيب و هود و يونس و إدريس عليهم السّلام، و غيرهم ممّن يمثلون نبوّات ليست بهذا
القدر من الأهميّة على الظاهر. و اللّه هو العالم بحقائق الامور.
تأكيد
قصّة إبراهيم و موسى عليهما السّلام:
من
الملاحظ أنّ القرآن الكريم أكّد في قصصه بعض الأنبياء، و ذكر تفاصيل حياتهم و
ظروفهم أكثر من بعضهم الآخر، و نجد ذلك في خصوص النبيّ إبراهيم و موسى عليهما
السّلام مع أنّه قد يقال: إنّ الخصائص العامّة لحركة الأنبياء و الدعوة الإلهية
التي يراد منها بالأصل استنباط (العبرة) و (الموعظة) أو استخلاص القانون و السنّة
التاريخية، أو تحقيق الأغراض الاخرى متشابهة، و يؤكّد ذلك ما نجده في القرآن
الكريم في بعض الموارد من الإشارة إلى قصص مجموعة من الأنبياء في سياق واحد.
فهل
هذا (التأكيد) يعني أهمية شخصية هذا النبي و فضله بالمقارنة مع بقية الأنبياء فقط؟
أو يمكن أنّ يكون وراء ذلك- مضافا إلى هذه الأهمية- مقاصد و أهداف اخرى اقتضت هذا
اللون من التأكيد؟
و
الجواب عن هذا السؤال: أنّ بعض هؤلاء الأنبياء قد يكون أفضل من