responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص القرآنى المؤلف : الحكيم، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 66

تكون القصّة المنتزعة من تاريخ الامّة نفسها و من واقعها و ظروفها و حياتها أكثر تأكيدا و انطباقا على السنّة التأريخية، و أكثر تأثيرا في الواقع الروحي و النفسي للجماعة، و قد أكدنا- سابقا- أنّ صفة (الواقعيّة) من الصفات التي تتميّز بها القصّة القرآنية.

و بهذا تكون هذه القصص أكثر انسجاما مع هذا الهدف القرآني، بلحاظ أنّ القاعدة التي يريد أنّ يحقق القرآن الكريم التغيير فيها في المرحلة الاولى هي:

الشعوب التي تسكن هذه المنطقة، و تتفاعل مع هذا التاريخ، و هذا لا يعني أنّ القرآن الكريم تختصّ هدايته بهذه الشعوب، بل أحد أغراض القرآن هو إيجاد التغيير في هذه الشعوب كقاعدة ينطلق منها التغيير، و يستند إليها في مسيرته إلى بقيّة الشعوب كما حصل ذلك فعلا، و قد أشرنا إليه في بحث الهدف من نزول القرآن.

صحيح أنّه قد تكون القصّة المنتزعة من تاريخ النبوّات التي كانت في الهند أو الصين- على فرض وجودها في تلك المناطق، و هو فرض منطقي و مقبول جدا- مؤثرة في الشعب الهنديّ أو الصينيّ، إلا أنّ القرآن الكريم كان مهتما بشكل خاص و في مرحلة نزوله بتغيير القاعدة التي تتمثل بالشعب العربيّ و الشعوب المتفاعلة معه فعلا في ذلك الوقت. و ضرب الأمثال و سرد القصص عن هذه الامم التي لم تكن موجودة في المحيط الذي نزل فيه القرآن يبعد القصّة بأكملها عن (الواقعية) التي حرص القرآن الكريم على تأكيدها في قصصه، و لكن تبقى النتائج العامّة المشتركة بين الأنبياء ذات تأثير عام بالنسبة إلى مختلف الشعوب.

فقصّة النبيّ الواحد لها تأثير خاص يرتبط بالوسط الذي تواجد فيه ذلك النبيّ، باعتبارها حالة التجسيد المعاش في ذلك الوسط، و ذات التأثير الشعوريّ و الوجدانيّ فيه. و في الوقت نفسه يكون للقصّة تأثير عام ضمن المفاهيم العامة

اسم الکتاب : القصص القرآنى المؤلف : الحكيم، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 66
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست