responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص القرآنى المؤلف : الحكيم، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 341

الثاني: في اتخاذهم الرهبان أربابا من دون اللّه، يقدسونهم، و يبذلون لهم الأموال، و يعتقدون فيهم أنّهم يعاقبون و يثيبون، و أنّه لا يغفر لهم إلّا بواسطتهم، و بذلك تأثروا بسلوك الأحبار المنحرفين من اليهود، و القياصرة من ملوك الرومان.

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَ الرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ ...[1].

و في بيان قصّة عيسى عليه السّلام من آل عمران:

قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى‌ كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَ لا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَ لا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ‌[2].


[1] - التوبة: 34.

[2] - آل عمران: 64. جاءت هذه الآية في سياق آية المباهلة، و هي قوله تعالى: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ، و قد ورد في تفسير هذه الآية: أنّها( قيل نزلت الآيات في وفد نجران: العاقب، و السيد، و من معهما، قالوا لرسول اللّه: هل رأيت ولدا من غير ذكر؟ فنزل إِنَّ مَثَلَ عِيسى‌ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ... الآيات، فقرأها عليهم.

عن ابن عباس و قتادة و الحسن، فلمّا دعاهم رسول اللّه إلى المباهلة استنظروه إلى صبيحة غد من يومهم ذلك، فلمّا رجعوا إلى رحالهم قال لهم الأسقف: انظروا محمّدا في غد، فإن غدا بولده و أهله فاحذروا مباهلته، و إن غدا بأصحابه فباهلوه، فإنّه على غير شي‌ء، فلمّا كان الغد جاء النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم آخذا بيد علي بن أبي طالب عليه السّلام، و الحسن عليه السّلام و الحسين عليه السّلام بين يديه يمشيان، و فاطمة عليها السّلام تمشي خلفه، و خرج النصارى يقدمهم أسقفهم، فلمّا رأى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قد أقبل بمن معه سأل عنهم، فقيل له: هذا ابن عمه، و زوج ابنته، و أحب الخلق إليه، و هذان ابنا بنته من علي عليه السّلام، و هذه الجارية بنته فاطمة أعز الناس عليه، و أقربهم إلى قلبه، و تقدّم رسول اللّه فجثا على ركبتيه، قال أبو حارثة الأسقف: جثى و اللّه كما جثا الأنبياء للمباهلة، فكعّ و لم يقدم على المباهلة، فقال السيد: ادن يا أبا حارثة للمباهلة، فقال: لا، إنّي لأرى رجلا جريئا على المباهلة، و أنا أخاف أن يكون صادقا، و لئن كان صادقا لم يحل- و اللّه- علينا الحول و في الدنيا نصراني يطعم الماء، فقال الأسقف: يا أبا القاسم إنّا لا نباهلك، و لكن نصالحك، فصالحنا على ما ينهض به، فصالحهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على ألفي حلة من حلل الأواقي، قسمة كل حلة أربعون درهما، فما زاد أو نقص فعلى حساب ذلك، و على عارية: ثلاثين درعا، و ثلاثين رمحا، و ثلاثين فرسا، إن كان باليمن كيد، و رسول اللّه ضامن حتى يؤدّيها، و كتب لهم بذلك كتابا.

و روي أن الاسقف قال لهم: إنّي لأرى وجوها لو سألوا اللّه يزيل جبلا من مكانه لأزاله، فلا تبتهلوا فتهلكوا، و لا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة. و قال النبي:« و الذي نفسي بيده لو لا عنوني لمسخوا قردة و خنازير، و لاضطرم الوادي عليهم نارا». و لمّا حال الحول على النصارى حتى يهلكوا كلّهم قالوا: فلمّا رجع وفد نجران لم يلبث السيد و العاقب ألّا يسيرا حتى رجعا إلى النبي، و أهدى العاقب له: حلة، و عصا، و قدحا، و نعلين و أسلما. مجمع البيان 1: 451- 452.

و في ختام حديث القرآن عن النصارى و أهل الكتاب من هذه السورة و الآية يذكر القرآن الكريم المؤمن منهم بقوله تعالى: لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّهِ آناءَ اللَّيْلِ وَ هُمْ يَسْجُدُونَ* يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَ أُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ* وَ ما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ. آل عمران: 113- 115.

اسم الکتاب : القصص القرآنى المؤلف : الحكيم، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 341
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست