responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص القرآنى المؤلف : الحكيم، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 320

الاختصاص لا يعني اختصاص الرسالة بهم، كما سوف نذكره في المرحلة الثالثة، و إنّما كان يعني: أنّ عيسى عليه السّلام كان يعمل على إيجاد قاعدة في هذه المرحلة تنطلق منها الرسالة الإلهيّة إلى الناس جميعا، كما هو الشأن فيما صنعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و القرآن الكريم في مخاطبة أهل المدينة و العرب الجاهليين، و مواكبة حركتهم و أوضاعهم السياسية و الاجتماعية؛ لغرض إيجاد هذه القاعدة على ما أوضحناه في كتاب (الهدف من نزول القرآن).

الثالثة: أنّنا ذكرنا أنّ هذه المرحلة تميّزت بنزول الإنجيل فيها، و القرآن الكريم لم يحدّد الوقت لنزول الإنجيل، و يمكن أن نفترض نزوله في المرحلة الآتية، و لكن تسلسل عرض القرآن الكريم للنعم الإلهية التي تفضل اللّه بها على عيسى عليه السّلام- إِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَ عَلى‌ والِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَ كَهْلًا وَ إِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ إِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَ تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَ إِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى‌ بِإِذْنِي وَ إِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هذا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ‌[1]- قد يفهم منه التسلسل الزماني لها، أو في الأقل أنّها كانت في مرحلة واحدة.

كما أن مقتضى هذه الرسالة أن تكون للناس جميعا، و إنّ المكلف بإبلاغها لهم هو عيسى عليه السّلام، فهذا يفرض أن يكون الإنجيل قد انزل في هذه المرحلة؛ ليقوم عيسى عليه السّلام بإبلاغه للناس الذين كان يواجههم و يتحرك فيهم، و هم جماعة بني إسرائيل.


[1] - المائدة: 110.

اسم الکتاب : القصص القرآنى المؤلف : الحكيم، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 320
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست