responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص القرآنى المؤلف : الحكيم، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 319

خصائص المرحلة الثانية:

في نهاية الحديث عن المرحلة الثانية يحسن بنا أن نشير إلى خصائصها و ميّزاتها و بعض الملاحظات حولها:

الاولى: أنّ المرحلة الثانية تميّزت بكثرة المعاجز و الكرامات التي أشار القرآن الكريم إليها حتى أصبحت عنوانا بارزا في شخصية عيسى عليه السّلام، يشبه العنوان البارز الذى اتسمت به شخصية موسى عليه السّلام في العصا و اليد البيضاء و بقية الآيات التسع.

و لا شك أنّ طبيعة المرحلة تفرض ذلك؛ من أجل إقامة الحجّة البالغة على الإسرائيليّين الذين كانوا قد تحولوا إلى مجتمع يتحكم الأحبار و الرهبان في شئونهم الدينية و الاجتماعية، بما أوتوا من هيبة و قوة دينية بسبب موقعهم الديني و معرفتهم بالكتب السماوية، فكان عيسى عليه السّلام بحاجة إلى هذه المعاجز ذات البعد النافذ و القوي؛ لإقامة الحجّة على الخاصة و التأثير على الوسط العام.

و هنا قد يثار هذا السؤال، و هو: أنّ القرآن الكريم لما ذا لم يتناول بهذا القدر من التفصيل أو أكثر منه تفاصيل الشريعة، مع أنّ طبيعة المرحلة كانت هي مرحلة بيان الأحكام؟

و الجواب عن هذا السؤال واضح عند الالتفات إلى أن عيسى عليه السّلام جاء مصدقا للتوراة، و مؤكدا لشريعة موسى عليه السّلام، و إنّ مشكلته الرئيسة مع الإسرائيليّين لم تكن حول تفاصيل الشريعة، بقدر ما هي مشكلة حول مهمته في تصحيح الانحراف الأخلاقي الذي كان يتصف به الأحبار من الإسرائيليّين.

الثانية: أنّ الدعوة في هذه المرحلة كانت مختصة بالإسرائيليّين، و لذلك نلاحظ أنّ الخطاب القرآني كان موجها لهم بالذات كما ذكرنا سابقا، و هذا

اسم الکتاب : القصص القرآنى المؤلف : الحكيم، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 319
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست