النفس، فكيف
يمكن توضيح هذه الحقيقة الغيبية بالبيانات الإنسانية العادية؟! لذا كان السكوت هو
الموقف الطبيعي لمريم عليها السّلام، و لا بدّ لتوضيح هذه الحقيقة من معجزة إلهية
و حجّة غيبية.
النبوّة:
6-
و قد كان الملك و الروح قد أخبرها عند بشارتها بالمسيح عيسى عليه السّلام:
أنّه
... يُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَ كَهْلًا وَ مِنَ الصَّالِحِينَ[1]، و
من هنا أشارت مريم عليها السّلام إلى وليدها و هي ملتزمة بنذرها، فكان ذلك سببا
آخر للإثارة و الاستغراب و الاستنكار.
كلام
كلّه غيب و أخبار عن الكمالات الإلهيّة التي أودعها اللّه- تعالى- في عيسى عليه
السّلام، تتحدث عن صفات و أعمال و مقامات لا يمكن لهؤلاء الناس أن يدركوها
بحواسهم، أو يعرفوا حقيقتها في وقت سماعها، و لكنّه في الوقت نفسه كلام