responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص القرآنى المؤلف : الحكيم، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 302

المقدس ما هو المعروف، ثمّ اعتزلت الناس في بلدها بسبب قلقها من هذا الحمل الغريب، و خوفها من الإفك و البهتان من الناس بشأنه.

فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا[1].

و يمكن للخيال أن يتصور حال مريم فى هذا المكان المعزول عن الناس البعيد عنهم، المنبوذ منهم، و المدة التي قضتها في هذا الحال من القلق و الاضطراب و الانتظار و الخوف.

المخاض:

3- ثمّ يفاجئها المخاض، فيلجئها إلى جذع نخلة؛ لتستند إليها في مخاضها؛ إذ اعتادت النساء في حالات الوضع و المخاض أن تستند إلى أذرع نساء الأهل و القابلات المولدات، و أن يجدن الرعاية و العطف و السلوة في خضم آلام المخاض العنيفة، أمّا هذه العذراء البتول التي لم يمسسها بشر، و لم تعرف الحمل و الولادة من قبل لا في نفسها و لا في أهلها، فليس لها من سند و لا معتمد تلجأ إليه إلّا هذه النخلة التي وردت بعض النصوص في أنّها كانت نخلة يابسة، و هو ممّا توحي به الآية الكريمة عند ما تتحدّث عن المكان القصي المنبوذ[2].

عندئذ يبلغ الألم النفسي فيها مبلغه و المحنة غايتها، و تشعر بالانقطاع عن هذه الدنيا و كل ما فيها من حياة؛ لأنّ الكرامة و السمعة الحسنة هي أعزّ ما لدى الإنسان‌


[1] - مريم: 22.

[2] - مضافا إلى ما يذكره العلّامة الطباطبائي: من أنّ نسبة الهز إلى الجذع و المساقطة إلى النخلة لا تخلو من إشعار بأن النخلة كانت يابسة، و إنّما اخضرّت و أورقت و أثمرت رطبا جنيّا لساعتها، الميزان 14: 42.

اسم الکتاب : القصص القرآنى المؤلف : الحكيم، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 302
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست