بالتوراة و
الزبور، و لكنّهم في الوقت نفسه كانوا قد حرفوا هذه العقائد، فقالوا في اللّه: إن
له ولد وَ قالَتِ الْيَهُودُ
عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَ قالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذلِكَ
قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ
قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ[1].
2-
كما أنّهم في الوقت نفسه كانوا قد اختلفوا في تفسير التوراة إلى حدّ كبير بحيث
أصبح يمثل ذلك مشكلة مستعصية انتهت بهم- أحيانا- إلى الكفر بآيات اللّه؛ و لذا كان
من أهداف رسالة عيسى عليه السّلام هو حل مشكلة هذا الاختلاف و بيان الحقيقة
وَ لَمَّا جاءَ عِيسى بِالْبَيِّناتِ قالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَ
لِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ
أَطِيعُونِ[2].
3-
و بسبب تحريف التوراة و الاختلاف في تفسيرها و الكفر بآيات اللّه التي يأتيهم بها
أنبياؤهم كانوا يقتلون هؤلاء الأنبياء أحيانا، كما تشير إلى ذلك الآيات القرآنية
بشكل إجمالي: ... أَ فَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى
أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ[3].
... فَلَمَّا جاءَهُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ[4].
... ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانُوا يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَ يَقْتُلُونَ
النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَ كانُوا يَعْتَدُونَ[5].