1-
إنّ الهدف الأساس من قصّة نوح الذي تتميّز عن بقية القصص القرآنية كما يبدو من
القرآن هو مجموع أمرين:
الأوّل:
أن يضرب اللّه مثلا لهلاك قوم رسول من اولي العزم كذّبوا بنبيهم و همّوا به حيث
كانت قضية نوح أوّل حادثة في التاريخ الإنساني الذي تعرّض فيها قوم نبيّ من
الأنبياء إلى الهلاك، كما كان الرسول الوحيد من اولي العزم الذين جرى في قومه هذا
الهلاك.
و
قد كان الهلاك فيها عامّا شاملا حتى أنّه وصل إلى الأقربين من نوح عليه السّلام.
و
هذه القضية من القضايا التي يؤمن بها أهل كلّ الرسالات السماوية و جميع الأقوام و
الملل المعروفة في التاريخ البشري. كما يدل على ذلك تراث هذه الامم، و لذلك فهي
مثل صادق ينتفع به كلّ الناس.
الثاني:
أنّ هذه القصّة تعبّر عن المثل الأعلى للصبر و الشجاعة بسبب طول المدة المقرونة
باليأس و الوحدة؛ إذ لا نعرف في أي واحد ممّن ذكر اللّه قصّته من