فلمّا
عمّ الطوفان، و أغرق الناس[1] أمر اللّه
الأرض أن تبلع ماءها، و السماء أن تقلع، و غيض الماء، و استوت السفينة على جبل
الجوديّ، و قيل بعدا للقوم الظالمين، و اوحي إلى نوح عليه السّلام أن اهبط إلى
الارض بسلام منّا و بركات عليك و على أمم ممّن معك، فلا يأخذهم بعد هذا طوفان عام،
و منهم أمم سيمتعهم اللّه بأمتعة الحياة، ثمّ يمسّهم عذاب أليم، فخرج هو و من معه،
و نزلوا الأرض يعبدون اللّه بالتوحيد و الإسلام، و توارثت ذريته عليه السّلام
الأرض، و جعل اللّه ذريته هم الباقين[2].
قصّة
ابن نوح الغريق:
و
لم يكن نوح عليه السّلام يعلم من ابنه إبطان الكفر كما كان يعلم ذلك من امرأته،
فكان غرقه مفاجأة له، و حزن لذلك، و لو كان علم ذلك لم يفاجأ، و لم يحزنه أمره، و
هو القائل في دعائه: ... رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ
الْكافِرِينَ دَيَّاراً* إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَ لا
يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً[3]، و
هو القائل: فَافْتَحْ بَيْنِي وَ بَيْنَهُمْ فَتْحاً وَ نَجِّنِي وَ مَنْ
مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ[4]، و
قد سمع قوله تعالى فيما أوحى إليه: