responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القصص القرآنى المؤلف : الحكيم، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 163

اللّه لابلاغ رسالاته و ليس ملكا، كما أنّه لا يبتغي من وراء هذا العمل أجرا أو فائدة خاصة أو مقاما دنيويا، و إنّما يريد بذلك خيرهم و صلاحهم.

و كان عليه السّلام يتصف: بالصبر، و سعة الصدر، و الاستقامة في الدعوة، و مواصلة إبلاغ الرسالة، و استخدام الأساليب المختلفة العلنية و السرية.

رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَ نَهاراً[1] ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهاراً* ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَ أَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْراراً[2].

و قد واجهه قومه بتكذيبه في دعوته، و استخدموا في هذا التكذيب عدّة وسائل تعبّر عن مراحل من المواجهة بينه و بين قومه:

فأوّلا: كانوا يثيرون في وجهه الشبهات و الشكوك من خلال المجادلة بالباطل، فتارة يتهمونه بالكذب و الافتراء، لأنّ الرسول من اللّه لا بدّ أن يكون ملكا، و يستغربون أن يكون رسول اللّه رجلا مثلهم، و أخرى يتهمونه بالضلال و الخروج على الجماعة و وحدتها، و ثالثة بأنّه يسعى وراء الجاه و المقام و الحصول على الامتيازات، مع أنّه في نظرهم لا فضل له عليهم في الجاه و المال و الولد.

و ثانيا: المحاصرة الاجتماعية من خلال الاتهام بالتسافل الاجتماعي و العيش مع الاراذل و الضعفاء و الاوباش من الناس. و لا يمكنهم أن يؤمنوا برسالته؛ لأنّ ذلك يؤدي بهم إلى أن ينزلوا إلى هذا المستوى الاجتماعي الداني، أو من خلال الاتهام بالجنون و الاضطراب العقلي و الشغب.

و كان نوح عليه السّلام يرد عليهم هذا الاتهام: بأنّ هؤلاء مؤمنين، و لا يمكن له أن‌


[1] - نوح: 5.

[2] - نوح: 8- 9.

اسم الکتاب : القصص القرآنى المؤلف : الحكيم، السيد محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 163
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست