و
قد واجهه قومه بتكذيبه في دعوته، و استخدموا في هذا التكذيب عدّة وسائل تعبّر عن
مراحل من المواجهة بينه و بين قومه:
فأوّلا:
كانوا يثيرون في وجهه الشبهات و الشكوك من خلال المجادلة بالباطل، فتارة يتهمونه
بالكذب و الافتراء، لأنّ الرسول من اللّه لا بدّ أن يكون ملكا، و يستغربون أن يكون
رسول اللّه رجلا مثلهم، و أخرى يتهمونه بالضلال و الخروج على الجماعة و وحدتها، و
ثالثة بأنّه يسعى وراء الجاه و المقام و الحصول على الامتيازات، مع أنّه في نظرهم
لا فضل له عليهم في الجاه و المال و الولد.
و
ثانيا: المحاصرة الاجتماعية من خلال الاتهام بالتسافل الاجتماعي و العيش مع
الاراذل و الضعفاء و الاوباش من الناس. و لا يمكنهم أن يؤمنوا برسالته؛ لأنّ ذلك
يؤدي بهم إلى أن ينزلوا إلى هذا المستوى الاجتماعي الداني، أو من خلال الاتهام
بالجنون و الاضطراب العقلي و الشغب.
و
كان نوح عليه السّلام يرد عليهم هذا الاتهام: بأنّ هؤلاء مؤمنين، و لا يمكن له أن