responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 485

الاعتناء به والأهمية سمّوا أنفسهم ومن وافقهم عليه: بالعدلية.

وليس الغاية والغرض من كلّ ما ذكرناه من النقد والردّ سوى بيان قداسة شريعة الإسلام عن تلك الأوهام، وتمحيصها عن كلّ ما يعوقها من موافقة العقل ومساوقته، فإنّ بين الدين والعلم والعقل أُخوّة واشجة ورحم ماسّة وأسباب نسب وثيقة.

ولكن بعض من لا دُربة ولا درية له أراد من حيث يدري ولا يدري أن يقطع بين هذه الرحم المتواصلة والقرابة الوشيجة.

وهيهات، فإنّ تلك المبادئ المقدّسة قد أشرقت من مشرق فذٍّ ونبعت من ينبوع واحد مترابطةً متكانفة كارتباط البسيط في نفسه والشي‌ء الواحد بذاته.

وحيث إنّهم ألصقوا بالإسلام بعض منافراته عن أخويه: العلم والعقل- وما هي منه في شي‌ء- كان كلّ ما تقدّم من عنائنا خدمةً نعتدّها للإسلام وفريضة على كلّ من في وسعه شي‌ء من ذلك إزاحةً لما أُلصق بهذا الدين الكريم من الدخائل وما أُلحق به من الأباطيل، واللَّه حسبنا ونعم الوكيل.

ثمّ من العدل أن نكتفي من مبحث العدل بهذا القدر ونجعله خاتمة هذا الجزء، فإنّنا لو ملأنا الصحف والدفاتر وأفنينا الأقلام والمحابر لما أحصينا تمام خيراته ولا استوعبنا عظيم بركاته، ولكن هذا ما أنهزته الفرصة وأمهلنا له ما يجرّعنا الزمان من الغصّة، ولذا كان كلّه- كما يشهد اللَّه- على جري القلم وترسّل الطبع وبما يستحضره الخاطر على تشوّشه وأخطاره المانعة من الفراغ له أشدّ المنع.

وختام العدل أنّا نرغب إليه (جلّت ألطافه) أن يعاملنا بلطفه وفضله، ويتفضّل علينا بأن لا يعاملنا بما نستحقّ، فيهلكنا بعدله، فإنّا نبرأ إليه من حسناتنا، وإليه نلجأ من سيّئاتنا، والحمد له أوّلًا وآخراً وباطناً وظاهراً.

اسم الکتاب : الدين و الإسلام أو الدعوة الإسلامية المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 485
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست