وذهلوا عن استلزامه
الدور الواضح وما يفضي إلى الفواضح!
واعطف
على ما سبق كثيراً من هذا النسق، كالجبر في أفعال العباد المستلزم لعبثية إرسال
الرسل وإنزال الكتب، وبطلان ثمرات الوعد والوعيد، إلى غير ذلك من التوالي الفاسدة.
عصمنا
اللَّه وسائر المسلمين من كلّ ما يشين في الدنيا والدين، إنّه هو الراحم والعاصم.
نعم،
وما انفكّ لطوائف المسلمين وزعماء أُممهم صرخة مُنكرٍ وضجّة نكيرٍ على تلك المزاعم
من يوم نجوم أوهامها وانتشار قتامها إلى هذه الآونة.
فقد
شدّد في نكيرها وردّها أكثر علماء السنّة النبويّة، وأشياخ الطريقة السلفية،
وسادات سلاسل الصوفية، وقاطبة متكلّمي المعتزلة، وعامّة الإمامية فضلًا عن
فلاسفتهم ومتكلّميهم وحكمائهم[1].
أمّا
الفيلسوف (ابن رشد الأندلسي) فقد أصاب المحزّ وطبّق المفصل[2].
وهو
على توغّله في الأبحاث الفلسفية لم يضع الطريقة السلفية، وقد ضلّل تلك الطائفة في
أكثر أُصولها، وخطّأها في معقولها ومنقولها، وعدّد كثيراً من منكر آرائها، وشدّد
في نكيرها، وتطرّف وأفرط حتّى صرّح بتكفيرها.
راجع
من مناهجه صحيفة (90) طبعة القاهرة [سنة] (1319 ه)[3]،
وسيّر نظرك في باب العدل منها، فإنّه- بعد أن أطنب بالتشنيع على من أنكره وصرّح
بأنّها ضالّة كافرة وأورد جملة كافية من الآيات ودليل العقل على وجوب العدل